الأربعاء، 23 أبريل 2014

في أعْمَاقِهـــا المُدلهمة !

أيها  الليل .. أما لك من آخر؟ .. وأنت أيتها النجوم ؟ .. ما لك ثابتة في كبد السماء لا تريمين ؟ .. ألا تمضين في دروبك الرتيبة فتحملين معك هذا الليل الجاثم الطويل ؟ .. وأنت  أيها القمر ؟ .. آه لو ينطق القمر! .. لكان علِم ما في الفؤاد وينطق! ..ينطق الحروف الغائصه، المعلّقه بين حنايا القلبْ! .. أضحت  قناعاً براقاً تخفي تحته بواعثها الشريرة ودوافعها المريضة.. ، كالسفن بما تحتها !!*
تجري هي وراء فارس مزيف سرعان ما تعثر جوادها الرديء على دروب التجربه المريرة .. باسم الحب أرقّت أحلى أيام عمرها لتروي بها زهرة سامة كانت أول ضحاياها .. وصدقته ، فخلعَت على أعتاب حبه كل الأخلاق التي تربّت عليها .. تحايلت على أمها الطيبه ، وهزئت بنصائحها وتوجيهاتها ، واتهمت أفكارها بالتخلف والرجعيه والجمود ..!


خدعت والدها المسكين الذي يحترق كشمعه لينير لها بتضحياته درب الحياة الكريمة المستورة، وهو يمضي وراء عربته الخشبيه العتيقه ، يدفعها عبر الأزقه والحارات .. يبيع عليها الخضار والفواكه .. يخرج منذ الفجر، ويعود عند المساء بعد كدح وجهاد طويل، فيتناول عشاءه وينام ليتزود بقسط من الراحه يعينه على متابعة رحلة الحياة اللاحبه الطويله، وينام ملء جفينه وهو مطمئن إلى زوجته وأولاده ... كان أشد ثقة واطمئناناً إلى سلوكي فخذلته  دون أن يدري وخانت الأمانه!.

باسم الحب جردها من إرادتها .. بإسم الحب ميع لها الأخلاق الفاضله وقيم العفة والشرف .. باسم الحب استدرجها إلى حياته  التافهة  .. الحب! .. ظنته فتى أحلامها  .. منحته الثقة العمياء فاستسلمت لأهوائه ورغباته .. آآه .!!!




نقَـاءْ الخير
23/ابريل / 2014
23/جمادي الآخر/1435هـ