كُلَّما أتذكّرها ..
تنتابني غربة،
الغربة التي أشعر أنها الموت!
الغربة التي لا تعود إلى حالاتها الأولى ..
التي تستمر فتقوى وتوهن قواها..
الغربة التي يضعف غصنها يومًا بعد يوم..
عندما يلتهب الشوق الذي لا يداويه سِوى لقائِها في منامي.
أتذكّرها ودمعي ينحدرُ على خدّي سحًا سحًا!
يرونَ دمعي..
فيتعاطفون معي
لأن البقاء والدوام لله
أو يتعاطفون معي لأنِّي أبكي.
والثانية أقسى من الأولى.
كلما تذكرتها تنتابني قصيدة
وقصيدة أُخرى هناكَ بين قبرها، بين أوراقها الطبيّة، فستانها، صورها، وبين زواياها.
والقصيدة ما هي إلا عزاء لرُوحي وأنا أكتبها أو أتمثَّل لموسيقاها..
تنتابني بين قبضةِ يدي..
أمسكها ..
فأُصدم إذ ما هي إلا سرابٌ .. وخواءٌ شاحب.
تنتابني على عروشها بدربِ الغياب ..
بقلبٍ يباب،
بحافيةٍ مثقلة بالوداع،
تأتي حيثُ خبأتُ لها مغتسلاً باردً وشَـرابًا.
وَهُنا لحظة قصيدة أخرى ..
قصيدة تتخلّق بينَ أصابعي..
فتتشكَّل بيتًا بعد بيت ..
كلمة بعد كلمة..
تبدأ المأساة،
ثم أختمها برعشةٍ باردَة،
دعاء ساخن أدسّه بينَ كفي،
وعناق في عتمتي.