الأقلام التي تأخذ رؤوس أحزاني وتكمل البكاء وحدها على الأوراق هي أقلام تعوّدت على شكل يدي ، تعوّدت على نوع كلماتي ، وطريقتها في إثبات حضورها على الورقة ، فأنا عشوائيّةٌ جدًا في بذاري ، ألقي البذور ولا أهتم أين وقعت ، وكيف ستنمو ، ومن سيرعاها حتى تكبر ، ففشلت مني كلمات ، وتعمقت أخرى فنجت .
لا أحب الكتابة الثديّة ، تلك التي تلد وتهتم بصغارها ، بل أحب أن أترك ما أكتبه ليواجه الحياة وحده ، ويتعلم الصمود وحده ، فلن أكون معه عندما يواجه قارئًا ما ..
الوحيد الذي أشعر بانتمائي إليه ، أو انتمائه إليّ، أو تلاحقنا المشترك لتفريخ كلمة ، هو القلم ، دائمًا اتسائل من خلال ما أراه من كدحه ، أين يمنح الآخر مجدا يا ترى ؟ ، أنا الذي أنحت ذاكرتي لأمنحه تعبا ، أم هو الذي ينحت روحه ليمنحني سطرا ؟.
- يطل علي وجهها لثوان من فُرجةِ الباب الصغيرة التي أتعمد تركها هكذا حتى لا تزعجني الطرقات ، تبتسم بهوء وأنا
ارفع لها رأسي فزعًا ثم تنسحب ، يكفي أن تراني أمي في حالةِ كتابة حتى ترجع ، لم أكن أطالبها بهذا ، ولكن علامات الإرهاق التي ترسم على وجهي إذا قاطعت إحداها .. كانت تكفي لجعلها تشعر أنني أحتاج للعزلة ! .
أحتاجُ للتركيز حَتى لا تهزمني الورقة !..
طاولة المكتب تشبه ساحة حربٍ ماكرة ، تمردي في طرف وخنزعي في آخر ، هُنا الطريق الوعر الذي أشقّهُ في جبيني ، المعول الذي أضرب به بحثا عن قعر مأساتي ، أشياء لا يراها إلا أنا ، ولكنها تتخايل لأخواني ، ويبدو لهما أنني في لحظات الكتابة ، لا أجرّ قلمًا كسولًا فحسب ، بل أُشعِلُ دفترًا مزاجيًا ، مصابًا بالصرع !..
جامحة هي الكتابة! التي تستمدّ مدادها من الذاكرة ، التي تغمس براعها في الوجع ، التي تشرب من ماء الروح الشحيح بنهم ، التي تخرج إلى الحياة ، قبل أن أحجز لها مكانًا فيها !.
- دَوحُ الجَنّة ~
لا أحب الكتابة الثديّة ، تلك التي تلد وتهتم بصغارها ، بل أحب أن أترك ما أكتبه ليواجه الحياة وحده ، ويتعلم الصمود وحده ، فلن أكون معه عندما يواجه قارئًا ما ..
الوحيد الذي أشعر بانتمائي إليه ، أو انتمائه إليّ، أو تلاحقنا المشترك لتفريخ كلمة ، هو القلم ، دائمًا اتسائل من خلال ما أراه من كدحه ، أين يمنح الآخر مجدا يا ترى ؟ ، أنا الذي أنحت ذاكرتي لأمنحه تعبا ، أم هو الذي ينحت روحه ليمنحني سطرا ؟.
- يطل علي وجهها لثوان من فُرجةِ الباب الصغيرة التي أتعمد تركها هكذا حتى لا تزعجني الطرقات ، تبتسم بهوء وأنا
ارفع لها رأسي فزعًا ثم تنسحب ، يكفي أن تراني أمي في حالةِ كتابة حتى ترجع ، لم أكن أطالبها بهذا ، ولكن علامات الإرهاق التي ترسم على وجهي إذا قاطعت إحداها .. كانت تكفي لجعلها تشعر أنني أحتاج للعزلة ! .
أحتاجُ للتركيز حَتى لا تهزمني الورقة !..
طاولة المكتب تشبه ساحة حربٍ ماكرة ، تمردي في طرف وخنزعي في آخر ، هُنا الطريق الوعر الذي أشقّهُ في جبيني ، المعول الذي أضرب به بحثا عن قعر مأساتي ، أشياء لا يراها إلا أنا ، ولكنها تتخايل لأخواني ، ويبدو لهما أنني في لحظات الكتابة ، لا أجرّ قلمًا كسولًا فحسب ، بل أُشعِلُ دفترًا مزاجيًا ، مصابًا بالصرع !..
جامحة هي الكتابة! التي تستمدّ مدادها من الذاكرة ، التي تغمس براعها في الوجع ، التي تشرب من ماء الروح الشحيح بنهم ، التي تخرج إلى الحياة ، قبل أن أحجز لها مكانًا فيها !.
- دَوحُ الجَنّة ~