الجمعة، 5 ديسمبر 2014

هجرة مُتجددة !

لستُ بشيء ماإنْ أُسأل ” ماذا فعلتِ وتحدَّثِ عن نفسِك” أقِف طويلاً عِندَ هذا السؤال وأتفكَّر
مَاذا فعَلت ، وهَل هُناكَ شيء يستحقّ أن أتحدَّث عنه أو أن أصِفَ نفسِي أنِّي بشيء
؟!
آهٍ علىَ حسراتٍ تكوي الفؤاد كيً ، آهٍ على لحظاتٍ تمُر من بين يدي وآراها تذهبُ سدىً
وبلا أثر
..
قبل يومين
أرىَ إمرأةً طاعِنةً فِي السّن تُجاهد نفسهَا لكِي تحفَظ “آياتِ الله “آيةً آية ولا تمَل ولاتكل
وآكاد أجزِم أنّهَا تبقَى بـ الشَّهور ولم تحفَظ سوى سورة من السّور القِصَار ومع ذلِك تجِدها تُجاهد نفسهَا
لكي تختِم هذه السّورة وتبدأ بـ قرينتهَا من السّور الأخرى بنفسِ الحمَاسه التي إبتدأت بها الحفظ السّابق

وأتعجَّبُ حين أجدُني لاأصبِر وأملُّ كثيِراً بل وقَد أُخطئ مِراراً
وأنَا التي من المُفترض أنْ أكون أكثر حماسةٍ وعزم ، ثُمَّ أسآئِل نفسِي هل أنا شيء ؟!
وهل حقاًَ أستحِق أنْ أتحدَّث عن نفسِي الحمقاء والتّي ماإن أردعُها إلاَّ وتُباغِت فيَّ لحظَات الضَّعف فإن لم تتمكَّن منِّي ، بقيَ ألمُ التَّقصيِر مُلازِماً لي لاينفكُ عنِّي !!

ويحَ نفسِي متَى ترتدع ؟!ويحهَا متى تعود ؟!

" الهِجرة الصَّادِقة حينَ تُهاجِر الرّوح لله خاضِعةً طَائعةً تائِبة "
اللهُم هجرةً إليكَ تغفِر لي بهَا الزّلل وتمحو لي بهَا الذّنوب "

وأنا اليوم أقرأها بالوداعِ !

أحقاً أنّ عهد الوصلِ ولّى
وأنّ زمانُ فرقتنا تداعى

أتاني صاحبي والليلُ يطوي
على أعتابِ رحلتنا الشراعَ

ورحتُ أكفكفُ العبراتِ أبكي
وقدْ يبكي المُحِبُّ إذا استطاعَ

هي الدُنيا تُفرِقُنا وتمضي
لتسمع المواجع تباعَ

فقال بنبرةِ المحزونِ هذا
فقد ماتَ وخلّف حينها الأوجاعَ

فَما ليّ لا أطيقُ فراقها ساعةً ؟
فقد حَزِمت بإن ترتَحلُ المتاعَ

جمعها اللّهُ بالنبيِّ صُحبةً
شجاني شوقها حتى السماعَ .


دَوحُ الجنّة .