الاثنين، 12 أكتوبر 2015

ولادة هجريّة.

بنهاية العام الهجري إن كُتب لنا أن نعيش حتى ذلك التاريخ، سينتهي عقد العشرينات من عُمري، لست قلقة ولم أحمل حتى الآن ذلك القلق/الفزع الأنثوي حول زيادة العمر بشكل جدي، لدي قلق مستمر من نوعٍ آخر حول كيفية قضاء هذا العمر، وما الذي سأحشره خلال هذه السنوات، والأفكار التي تحكم معيشتي، والمسافة بين تقلب عواصف عالمي الداخلي، وبين الهدوء الذي أبدو عليه ظاهراً وحتى أتسق معها.
أفكر في الوجود الذي لم أتأقلم عليه بعد، والارتباك الذي لم أفقده تجاه تقلب الأيام ..
أفكر في الأسئلة، توالي الأسئلة، تعثر الوصول للأجوبة، ثم نقض الأجوبة بأسئلة أخرى وهكذا ..
أفكر في المخاوف، تلك التي نكبر فتتصاغر أمامنا، وتلك التي نهون من شأنها فتتضخم بفعل زيادة العمر لتفاجئنا …
أفكر في الأمنيات، التي تصغر كل ما كبرنا ..
أفكر في الخيبات، والتي تكبر كل ما كبرنا، أو ربما يكبر إدراكنا لها ..
أفكر في الفقد، في الحزن، في الوجع المثبت كوشم في القلب لعقد كامل ومازال ..
أفكر في الروح، وأسائلها هل تشيخ؟، و مالذي يعطشها ؟ كيف تُروى ؟
أفكر في القلب، يا تُرى من ذا الذي يُقلبه ؟ كيف ومتى ؟ و هل هو أعمى ؟ أفارغ أم مُفرغ ؟ أمفتوح هو أم موصد ؟ هل يُرتق ثقوبه ؟
أفكر في المعنى، في القيمة، خلف ومع الأشياء وبدونها، والطريق إليه وكيفية إكتسابه ..
أفكر في الله، معرفة الله، معرفة السبيل إليه، محبته، كرمه، لطفه، رسائله ..
أنا التي أعرف، وأنا التي أجهل ..
أنا التي تبحث عن ذاتها بإصرار مُرهق، ويخيفها أن تتوقف في نصف المشوار، أكثر مما تفكر في المشوار نفسه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق