الخميس، 19 فبراير 2015

الحِكاية تنقصها بعض التفَاصيل :""

ألمحُكِ تقتربين ، تنهشين بخطواتك المتئدة الطرقات .
ضبابٌ يكسو وجهه الضباب ، وتبرز عيناك من خلفِ النقاب .
أهازيج جميلة تلك التي جمعتنا تلك اللحظة ، جميلة ككل الوجوه المستترة تحت ضباب النقاب ، جذابةٌ يدفعنا إليها هاجسُ الكشف والتنقيب!
أتراكِ تعلمين أن الخطوة حركةٌ باتجاه موتٍ يقتاتُ الزمان ،
يقتات لحظة الأزل التي نسعى لحصرها داخل دائرة الضوء ؟! ..
تعالي فقد آن وقتُ الكشف عن نقاب الحقائق .
آن لأحد الخطين الأصفرين أن يتجاوز المحنة ويعبر عن الضفة الأخرى ليلاً في الخط الآخر ، مستغلاً المسافات الخالية التي يسمحُ بها الخط الأبيض .
.
.
آن لنا اللقاء تجاه ذاك المصير .

ها أنتِ أمامي ،
يفصلنا مُبرِّدُ الماء كالعادة ، وثمةُ شيء مختلف ؛ أفتقدُ يديكِ اللتين تعودتُ وجودهما فوق هذا المُبرِّد ،
تُلامسان يدي ؛
تلامسان الرغبة في الانعتاق ،
تبحثان عن رماد كلماتٍ تحترق داخلي ،
تموتُ قبيل أن تجد المخرج ، وتبقى أسيرة الجوف الملتهب . .
.
.
هاتِ يديك يا كبرياء اللقاء ،
مُشتتٌ كيفما شاءت رياح التفكير ، مُمزقٌ كيفما أرادت خناجرُ التردد ،
.
.
هاتِ يديك . . .
يأتي صوتك من خلفِ النقاب كالضباب، كالسراب ، كالفجيعة .
يُشكل دوائر سوداء تُطوّقُ عُنقَ الزجاجة التي تسكنها روحي .
أختنقُ بالكلمات ، لا أسمعها ، أتساءلُ بأن أُقطب حاجبيّ ، وأرى الدوائر تتطاير مرة أخرى . .
تقتربُ مني ، أصطاد بعضاً ، كلمات . . كلمات :
"جئتِ؟! الآن التحديد الأخير .
جئت مبكراً نعم ! أهو استعجال لتلك اللحظة ؟!" . . .

آآآه . . .
غيابكِ لم يزل طرياً كجرح ،
يومَ ابتعدتِ صار العالم مبهمٌ نعم!

شُعوراً مُلحاً يردد . .

ها هي الذكريات تَجْتث !
دعيني أهتفُ بكلماتٍ لم أقو يوماً على البوح بها ، علّها تُزحزحُ شبه الفراق !


دَوحُ الجَنّة ()

هناك تعليقان (2):

  1. .
    .

    ألَن يبوح ليَ الليل بِـ معنى سكرَة الحنين ؟
    ألن يتنازل عن كبريائه ويُخبرني أنه لا جدوى من السهر
    ولا ترديد تهويدة الذكرى المتهالكةة ؟

    الفقدُ أغنيةٌ تُصمخ الآذان !
    تصهر الشعور في بوتقةٍ من الخيالات ..
    لعلّه لَن يكتفي بالعبثيّة التي يوقدها
    ولن يمور بلا زعزعة كُل التفاصيل !
    هوَ باعٌ من الحنين الأخرسِ المُوجع ..

    أتعلمينْ .. !
    في المرة الأولى ،
    رُقعة من صدري أماتت كُل نبضاتيْ ..
    اختلّ توازن ذاكرتي ،
    فلم أعُد أرى سوى صورٍ
    تطفو على هيئةة مُكفهرة !
    الفقد سحقَ سبريْ ، إلى حد بعيد ..
    لعلّي كُسِرت منَ المرة الأولى
    ولكنّي صُقِلت بعدها حدّ الاكتفاءْ !
    وَسنْ ، كان يُلائمها
    إلى حدٍ جميل !
    فل تمُت في صدري
    بِـ سلامْ ..

    ..
    الذكرى مفاتيحها
    " عِطرٌ و حرف "
    وحرفكِ أباح لها الصعود ..
    فل تمنحي حرفكِ حقّ البقاء
    حقّ التمرّد والجنونْ ..

    أحسنتِ أيتها الأنيقةة ،

    ردحذف
    الردود
    1. مرحى لقشعريرة رحيلهم :""
      والأقفال تُكسر . .
      تتصاعد أصواتهم من الداخل، تطرق الجدران . .
      وأناشيد أصواتهم تعلو من أقاصي الرحيل !

      لا أبواب مغلقة على الرّوح أو نوافذ الآن 😭 . .

      مُروركِ هُنا أسعدني كثيرًا لحد لا تعلمينه يا رفيقة 💞.

      كوني هُـنا دائمًا ☺️.

      حذف